إ كتشاف جديد لإعجاز القرآن في قوله تعالى "يمشي على بطنه"
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله الذي سخر العلم الحديث لخدمة هذا الدين فكلما غاص الباحثون في دراساتهم لفهم أسرار هذا الكون وجدنا آية كريمة في كتاب الله تلخص نتائج أبحاثهم ليتعزز إيماننا لأن المنطق والعلم لا يتعارضان مع القرآن العظيم .
ولا يعيب الاسلام أن يقوم غير المسلمين بهذه الابحاث في حين أننا نحن المسلمين نكتفي فقط بالاستشهاد بأبحاث غير المسلمين فالعيب فينا وليس في ديننا.
غير أنه وللاسف هناك عدد من المسلمين الذين صاروا يبدون إعراضا عما يتعلق بالاعجاز القرآني غير معتبرين أن هذا الاعجاز هو من آيات كتاب الله، وأن إنكاره او الاعراض عنه قد يدخلهم في طائفة من يعرضون عن آيات الله أو ينكرونها
قال تعالى في سورة يوسف: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)
كما أن الاعجاز القرآني يغيظ أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم الذين يحاولون جاهدين الطعن فيما يكتشف من حين لآخر لربما حسدا منهم، فعلينا نحن المسلمين ألا نكون ظهيرا لهم وألا نقف معهم نفس الموقف
و هذه الاكتشافات هي أسرار و آيات من آياته تعالى أودعها الله في خلقه وجعل لها وقتا معلوما لتظهر فيه مصداقا لقوله تعالى:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فُصلت
ولربما هي حكمة المولى عز وجل في أن يرينا آياته المكنوزة في كتابه الكريم على مراحل زمنية حتى يتجدد إيمان الاجيال المتعاقبة كلٌ حسب إهتماماته وقدراته على الفهم والاستيعاب.
وما سنعرضه هو كشف جديد لإعجاز القرآن العظيم قدر له المولى عز وجل أن يظهر في الوقت الذي بدأت فيه التحضير لموضوعات مأدبة الصائمين الثالثة التي أنشرها خلال شهر رمضان المبارك بموقع إعجاز
وسأحاول قدر الامكان أن اجعل هذا الموضوع موجزا ومختصرا مراعاة لوقت القارئ الكريم بالرغم مما يسبب ذلك من ضيق وتعب فتقييد القلم الذي يكتب به الكاتب هو كتقييد الفرس التي يركبها المسافر.
وبالاضافة لهذا فهناك ملخصان للموضوع عند نهايته أحدهما باللغة العربية لمن ليس لديه وقت كاف للقراءة والآخر باللغة الانجليزية خدمة للمسلمين الذين لا يجيدون اللغة العربية.
وأود أن أشير إلى أن معظم الصور بهذا الموضوع هي من موقع الجامعة المذكورة وليست ملكا لموقع إعجاز إلا أن علامة الموقع طبعت عليها لتبيين موقع التحميل فقط.
فمنذ أيام مضت وتحديدا يوم 8-6-2009 تناقلت الاوساط العلمية خبر كشف علمي جديد نشر بدورية
Proceedings of the National Academy of Sciences
يتعلق بنتيجة أبحاث عن الآلية التي تتحرك بها الثعابين.
واشترك في إعداد البحث مجموعة من المهندسين والباحثين من "معمل الرياضيات التطبيقية" بجامعة نيويورك
Applied Mathematics Laboratory at New York University
وكلية الهندسة الميكانيكية بمعهد جورجيا
Dept. of Mechanical Engineering, Georgia Tech
بقيادة الدكتور "هيو" Dr. Hu
ولكن قبل أن نغوص في التفاصيل العلمية للبحث علينا أن نتدبر ما ورد في القرآن الكريم .
ففي سورة النور يقول المولى عز وجل
" وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" الاية 45
ولقد ورد في تفسير هذه الآية ما يلي:
تفسير إبن كثير
يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم ، في خلقه أنواع [ المخلوقات ] . على اختلاف أشكالها وألوانها ، وحركاتها وسكناتها ، من ماء واحد ، ( فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحية وما شاكلها ، ( ومنهم من يمشي على رجلين ) كالإنسان والطير ، ( ومنهم من يمشي على أربع ) كالأنعام وسائر الحيوانات; ولهذا قال : ( يخلق الله ما يشاء ) أي : بقدرته; لأنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن; ولهذا قال : ( إن الله على كل شيء قدير ) .
تفسير الطبري
( فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحيات وما أشبهها ، وقيل : إنما قيل : ( فمنهم من يمشي على بطنه ) والمشي لا يكون على البطن ; لأن المشي إنما يكون لما له قوائم على التشبيه وأنه لما خالط ما له قوائم ما لا قوائم له جاز ، كما قال : ( ومنهم من يمشي على رجلين ) كالطير ، ( ومنهم من يمشي على أربع ) كالبهائم فإن قال قائل : فكيف قيل : ( فمنهم من يمشي ) ، و " من " للناس ، وكل هذه الأجناس أو أكثرها لغيرهم؟ قيل : لأنه تفريق ما هو داخل في قوله : ( والله خلق كل دابة ) وكان داخلا في ذلك الناس وغيرهم ، ثم قال : ( فمنهم ) ، لاجتماع الناس والبهائم وغيرهم في ذلك واختلاطهم ، فكنى عن جميعهم كنايته عن بني آدم ، ثم فسرهم ب " من " ، إذ كان قد كنى عنهم كناية بني آدم خاصة ( يخلق الله ما يشاء ) يقول : يحدث الله ما يشاء من الخلق ( إن الله على كل شيء قدير ) يقول : إن الله على إحداث ذلك وخلقه ، وخلق ما يشاء من الأشياء غيره ، ذو قدرة لا يتعذر عليه شيء أراد .
* * * نهاية التفاسير * * *
وحري بنا أن نتوقف وقفة متدبر عند قوله تعالى "يمشي على بطنه" وبالذات عند كلمة "يمشي" فكلمة يمشي تكررت لوصف أنماط الحركة الثلاث الواردة بالآية والمولى عز وجل لم يقل يزحف بل قال يمشي شأنه في ذلك شأن من يمشي على أربعة أرجل.
ومن يقرأ ترجمة القرآن الكريم باللغة الانجليزية يلاحظ إستخدام المترجمين لكلمة يزحف creep بالخطأ بدلا من الترجمة الحرفية walk
ونعود الآن للبحث العلمي الحديث حول كشف سر حركة الثعابين فلقد ظلت حركة الثعابين وبالذات على الاسطح الملساء سرا غامضا يحير العلماء حتى عهد قريب
ولقد إزداد الاهتمام بها في الآونة الاخيرة لمعرفة سرها من أجل تطوير أجهزة أو "روبوتات" تحاكي هذه الحركة
فتقوم الحكومات الغربية وشركات الاسلحة بتخصيص الاموال اللازمة لتمويل هذه الابحاث.
ولكي يفهم البحاث الذين قاموا بهذه الدراسة هذه الآلية قاموا بإجراء عدد من التجارب فأخذوا عددا من الثعابين غير السامة من نوع Pueblan milk snakes
وقاموا أولا بتلبيسها قطعة قماش كالثوب لمعرفة تأثير الحراشف على الحركة فلاحظوا ان الثعابين لم تتمكن من الحركة .
ثم قاموا بتخديرها و وضعها على سطح أملس وتحريكها في الاتجاهات الاربعة ثم قياس قوة الاحتكاك .
فتبين لهم أن الحراشف الموجودة ببطن الثعبان تقاوم الحركة إلى الخلف وكذلك إلى الجانبين بينما تكون قوة الاحتكاك أقل ما يمكن أثناء الحركة للامام ، فصار واضحا ان الثعابين تعتمد على هذه الحراشف في حركتها.
غير ان هذا ليس كل ما في الامر.
فوضعت هذه الثعابين على سطح خاص تحته مادة جيلاتينية معرضة لاضاءة من الاسفل تجعله يضيئ عند الضغط عليه أو ملامسته وتم تصوير حركة الثعابين.